رواية شيقة للكاتبة نرمين
المحتويات
أصبحت تخرج معه في اي مكان تقضي اليوم معه مستغلة في ذلك عدم معرفة أي شخص من طبقتهم الراقية بحقيقة زواجها من وقاص
خرج الطبيب من الغرفة وأسرع قدري إليه يسأله بلهفة عن حال أخيه
طمني يا دكتور هو عامل ايه دلوقتي
رد عليه الطبيب بعملية
هو الحمد لله كويس ويقدر يروح معاكوا كمان صحته الكويسة ساعدته أنه يتخطي الجلطة بس طبعا مش محتاج اقول إنه يبعد عن اي ضغط
اغلقت زمزم الهاتف ونظرت إليهم هاتفى بسخرية
ناصر النوساني ميوقعش ابدا ده صحته ادنا احنا
التلاته مرتين تلت مرات قال يبعد عن اي ضغط قال هو احنا اصلا جينا ليه مش اخوه وبنته وعياله التلاته معاه
حلو جدا انا ماشية خارجة مع ياسر لو حد سأل عليا ده لو طبعا ف انتوا متعرفوش انا فين
التفتت حتي تغادر لكن صوت شقيقتها الوسطي اوقفها
اللي انت بتعمليه ده غلط يا زمزم عارفة انك متجوزاه ڠصب عنك بس الطلاق كان احسن ليكي وليه ع الأقل مش هتحسي انك خاېنة
جاءها صوت زمزم الجامد
انا مبعملش حاجة غلط ابن عمك من ساعة م اتجوزني وهو رميني ومش معتبرني مراته جبلي مراته ف البيت وعمل وعمل و ع الأساس ده انا بتصرف ولو حاسة بالذنب ف انا مش هقولك ع اي حاجة تاني يا زهرة سلام
بعد رحيل زمزم التفتت زهرة الي تمارا قائلة
صعقټ تماما عندما صدمها رد تمارا عليها حتي انها أثارت الشك داخلها
محدش فينا عاش اللي هي عاشته يمكن ياسر ده هون عليها ۏجع حياتها كله بتصرفات بسيطة ويمكن ب بكلام بسيط كمان
وشردت في الرسالة النصية التي جاءتها أمس رسالة باللغة الإنجليزية
افتقد العينين الجميلتين و التي أبحر فيهما إلى مالا نهاية افتقد الابتسامة التي ترسلني إلى السماء
فاقت من شرودها علي صوت زوجها وهو يهزها پعنف بعض الشئ
ها ايه يا عابد فيه ايه
ها ايه بقالي ساعة بقولك ادخلي لابوكي سأل عليكوا بس زمزم فين
نهضت من مكانها حتي تذهب الي إليها وهي تقول
دلفت تمارا إلي الغرفة دون تعبير حتي انها لم تسرع نحو ابيها تطمئن عليه فقد سارت نحو شقيقتها ووقفت بجانبها
حفر الالم ملامحه علي وجه ناصر وهو يراهم بعيدا عنه وتذكر أيامهم القليلة سويا عندما كان يجتمع معهم علي الافطار تذكر زمزم وابتسامتها التي تذكره بوالدتها قطب جبينه وبحث عنها بالغرفة لكنه لم يجدها
زمزم فين يا تمارا
زمزم مشيت
ناصر بقلق
راحت فين
معرفش هي اول م الدكتور خرج وقال إن حضرتك كويس مشيت قالت وجودها ملهوش لازمة
كانت تعلم جيدا وقع كلماتها علي والدها لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها أرادت أن
تشعره ولو بلمحة بسيطة مما عانته احداهم بسبب السنة ازواجهم أو عائلاتهم
عم الصمت بالغرفة وتوجهت الابصار جميعها الي تمارا كان من المفترض ألا تفصح عما قالته زمزم لها إذا كان جارح بهذا الشكل اصطدمت عيني تمارا بعيني زوجها نظراته الڼارية الغاضبة تلك لم تعد تخيفها ستنفصل عنه وتتحرر منه لا تريده ولا تريد والدها فقط شقيقتيها وصاحب الرسائل المجهول
بمكان اخر
تجلس زمزم علي الطاولة وامامها ياسر ينظر لها بحب صادق لم ينتبه الي اي شئ يعلم جيدا أنه سيواجه ضغوط من والدته حتي يتزوج جارتهم والتي تعتبرها والدته بمثابة ابنتها بعد مۏت والديها لكنه لن يستطيع فقد تعلق بها وانتهي الأمر
مالك يا ياسر ساكت ومبحلق فيا كده ليه
ياسر بعبث
م ابحلق عندك مانع ولا ايه
هزت رأسها نفيا وهي تبتسم بحب دائما ما تقارن بينه وبين وقاص ماذا اذا كان وقاص يعاملها كإنسانة طبيعيه ماذا كان سيحدث إذا عاملها برفق حتي اذا كان لا يريدها
ايه مبتاكليش يعني
ابتسمت زمزم بحب وهتفت
انا الحمد لله يا عم شبعت اوووي كمان وانت اكلت
اومأ برأسه هاتفا
امم اكلت
أمسكت زمزم حقيبتها واخرجت منها شئ ما وامدت يدها به أمامه قائلة
طيب انا حجزت امبارح تذكرتين عشان نروح سنيما ينفع
اومأ برأسه وامسك بيدها ولثمها بقبلة رقيقة وناعمة ثم نهض من مكانه واوقفها وخرجت من المطعم ممسكة بيده وهي تبتسم بحب غافلة عن ذلك الرجل الذي يرصد جميع تحركاتها لزوجها
عادت زمزم الي المنزل بمنتصف الليل بالضبط سعيدة بدرجة لا توصف توقفت مكانها عندما شاهدت وقاص أمامها ينظر لها بغموض
راجعة مبسوطة ما شاء الله
ابتسمت زمزم نصف ابتسامة وهتفت
فعلا وماليش مزاج أن حد يعكنن عليا ف ياريت اي مواقف شهامة ولا حاجة تأجلها لبكرة عن اذنك
توقفت مكانها كتمثال من الرخام عندما قال
بس انا
عاوز اخلي جوازنا حقيقي والنهاردة ايه رأيك
التفتت له ببطء شديد ونظرت إليه بقوة وهي تقول بابتسامة وقسۏة
عمرك شوف عمرك ف حياتك م ھتلمسني ولو حصل مش هتردد لحظه اني اڼتحر عشان اخلص منك انت والشخص اللي ف المستشفي اللي محسوب اب عليا ده
وضع يده بجيب بنطاله قائلا بشراسة وهدوء
تعرفي أن رفضك المتكرر ليا ده يخليني اشك فيكي
بادلته الابتسامة بقسۏة شديدة وهتفت بصوت متهكم
لا معلش شك براحتك لو لاقيت حاجة ابقي قولي تصبح علي خير يا يا ابن عمي روح لمراتك بقي زمانها قالبة الدنيا عليك
وصعدت الدرج بهدوء وهي تردد احدي الاغاني الرومانسيه القديمة مما جعله يتميز غيظا بقوة أكبر وڠضب شديد
بمنزل عابد سلمي
كانت تمارا تجلس مع شقيقتها زهرة فقد رفضت زهرة الذهاب مع أبيها إلي ذلك
المنزل مرة أخري ولم يضغط عليها ناصر وتركها تفعل ما تريد رغم حزنه علي جمود قلبها حتي وهو مريض ويحتاج إلى الرعاية تخلت عنه
نهضت زهرة من مكانها وهي تتثاءب
انا هدخل انام يا توته تصبحي ع فرحة يا قلبى
ودلفت الي الغرفة بسرعة وذهبت في سبات عميق اما بالخارج فقد كان عابد ينتظر نوم زهرة بفارغ الصبر حتي پعنف زوجته علي ما فعلته بالمشفي كما أنه يريد محاسبتها علي ما فعلته بنفسها دون إذنه أو أخباره
تمارا تعالي ورايا الاوضة عاوزك
نهضت من مكانها بهدوء شديد وبداخلها اتخذت قرارها عابد لن يلمسها مجددا المۏت اهون عليها من أن يضع يده عليها أو يلمسها
دلفت تمارا إلي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست على المقعد منتظرة حديثه الي أن سمعته يتحدث اليها بحدة قائلا
اقدر افهم ايه اللي انت عملتيه ف المستشفي ده ازاي اصلا تكلمي ابوكي كده
لم يرمش جفنها حتي من نبرته تلك وتحدثت بكل هدوء وثقة
ده نقطة ف بحر من حاجات كتير اوي عاوزة اقولها لناصر بيه و ف النهاية انا حرة اقول اللي انا عاوزاه يا عابد
اتسعت عينا عابد بدهشة وابتسم بسخرية
بتعجبيني اوي يا تمارا وانت لسه واحدة حبوب الشجاعة بتاعتك ديه بس ده مش معايا انا مع الاسف لأنك عارفة انا اقدر اعمل ايه كويس اوي
ابتسمت تمارا بقسۏة وتهكم قائلة بصوت جاد
ع فكرة ديه مش حاجه حلوه
متابعة القراءة