ضروب العشق

موقع أيام نيوز


برجاء ولين 
طيب طالما مش موافق اروح معاك .. ينفع تنقيلي كام كتاب على ذوقك وتجبهملي معاك
لوى فمه بخنق ونفاذ صبر ثم خرج صوته قاسېا بكلمات يقصد قولها جيدا حتى ېحرق نفسها ويذيقها من الآم قلبه التي يعانيها 
من عنيا هنقيلك كتب عن الوفاء والإخلاص والصدق يمكن تتعلمي منهم حاجة
أصابت كلماته بسهامها الهدف تماما كلما تتحدث معه وتحاول نيل السماح منه تكشتف أنه ليس كما توقعته أبدا بل لديه قلب أن حمل داخله الڠضب والنقم من شخص ما لن يتمكن من الصفاء له مهما فعل ويبدو أنه لن ينسى خداعها له وقد يكون أكثر ما يغضبه ليس أنها كانت تحب رجل غيره بل أنها وضعته محل الغبي والأحمق وكانت تكذب عليه وهي تنظر لعيناه دون خجل واستحقرته ولم تحترم الثقة التي منحها لها !!! ...........

كانوا يجلسون حول مائدة الطعام على مقاعدهم ومنتظرين قدوم البقية وكانت هدى تضع كفيها أسفل ذقنها تفكر بذكاء شديد لما يدور في ذهنها وغير منتبهة لأي شيء حولها حتى سمعت صوت ابنتها تهتف بتساءل 
ماما مالك !
رمقتها بجدية وأشارت لها بيديها أن تقترب منها ففعلت رفيف على الفور وجلست على المقعد المجاور لها تماما وقربت وجهها منها وهي تهز رأسها بتشويق لمعرفة الأمر لتتمتم هدى بمكر 
إيه رأيك في شفق 
رأي فيها ازاي يعني !
قالتها بعدم فهم في بادئ الأمر ثم دققت نظرها في معالم وجه أمها الخبيثة وابتسامتها التي كلها
ذكاء ففغرت شفتيها وقالت ضاححة بعدم تصديق 
لا مش للدرجة .. وسعت منك أوي
دي يادودو !
نكزتها في كتفها بضجر من رفضها لفكرتها وهمست في صوت منخفض 
بطلي هبل يابت .. دي حتى لايقة على أخوكي أوي كأنهم فولة واتقسمت نصين عارفة أروى الله يرحمها على قد كدا مكنتش حباها أوي كانت فيها شوية من اللؤم بتاع البنات ده ومكنتش لايقة على أخوكي انا مش بقول إنها كانت وحشة بالعكس أنا على قد ما كنت بضايق منها أحيانا بس كنت بحبها برضوا والله وربنا يعلم إني لغاية دلوقتي كل لما بفتكرها قلبي بيوجعني عليها لكن شفق قمر ومؤدبة وهادية ماشاء الله عليها يعني هي وكرم شبه بعض بظبط في كل حاجة
هدرت رفيف برزانة ونبرة جادة 
ماشي ياماما وأنا كمان مش بقول حاجة على شفق .. بس بلاش تسرحي بخيالك أوي كرم رافض فكرة الجواز دي نهائي من بعد أروى وإنتي بنفسك جربتي معاه كتير وشوفتي بتبقى ردة فعله إزاي بمجرد ما تفتحي معاه الموضوع بس
غمغمت بنبرة صوت تحاول إخفاضها ونظرات ڼارية ومتقدة 
بلا رافض بلا قرف وأخرة ما يقعد رافض كدا .. هتطلع من تربتها وترجعله مثلا اتفرجي واتعلمي وشوفي هخليه يوافق إزاي إما خليته يتجوز شفق مبقاش أنا هدى العمايري
كتمت رفيف ضحكتها المرتفعة بيدها ثم قالت في حماس لمعرفة مخططاتها 
ياماما يالئيمة .. هتعملي إيه بقى قوليلي !
ملكيش دعوة هتشوفي وحدك هعمل إيه
همسمت رفيف بنظرات كلها ذكاء وحذر 
بس خلي بالك ولادك كلهم عندهم العند وبذات كرم يعني مش هتعرفي تخليه يوافق بسهولة لازم تحبكي الخطة كويس أقولك تعاليله من نقطة ضعفه واضغطي عليه هينخ وهيوافق
رمقت هدى ابنتها التي تحمل نفس جيناتها الخبيثة وتفكر مثلما تفكر تماما فابتسمت وقالت بخبث شديد 
ماهو ده اللي هعمله
.. المشكلة بس لمتوافقش هي
لا من ناحية شفق اطمني 100 هتوافق وعلى ضمانتي خليكي إنتي مع كرم وسبيلي شفق في المرحلة التانية و.....
نغزتها هدى في قدمها هامسة بحذر عندما رأته ينزل الدرج قادما نحوهم 
هششش خلاص اسكتي جه
ثم تطلعت لابنها وهتفت ببشاشة 
صباح الخير ياحبيبي تعالى افطر يلا كنا مستنينك
اقترب ناحيتهم ثم التقط قطعة خيار صغيرة والقاها في فمه هاتفا على عجلة من أمره 
لا كلوا إنتوا بالهنا والشفا أنا هفطر في الشركة مستعجل عشان معانا اجتماع وزين مستنيني من بدري هو وحسن
أجابته بحنو تدعو لهم بحنو أمومي 
ماشي ياحبيبي ربنا يقويكم .. وقول لزين خليه يجيب مراته وياجي بكرا لأحسن وحشني أوي
انضمت لجلستهم العائلية شفق التي غمغمت بخفوت واستحياء عندما وصلت عند آخر درجات السلم 
صباح الخير
التفتت هدى برأسها ناحيتها وكانت أولهم التي ترد عليها تحية الصباح هاتفة بوجه مشرق 
صباح النور
ثم رد كل من كرم ورفيف التحية وانصرف هو فورا دون تلكع بينما هي فتقدمت نحوهم واتخذت مقعدها بجوار هدى من الجهة المقابلة لرفيف وتمتمت بإحراج 
معلش بقى ياطنط هتقل عليكم لكام يوم

أنا والله كنت .........
قاطعتها هدى بنظرة حازمة قليلا تحمل الرفق واللين مع ذلك 
هتزعليتي منك كدا ياشفق .. البيت هنا اعتبريه بيتك خلاص واحنا أهلك وإنتي زي رفيف بنسبالي
أجفلت نظرها أسفل وأجابتها شاكرة إياها بخجل شكرا أما رفيف فكانت تنقل النظر بينهم وهي تمنع نفسها من الضحك كلما تتذكر ما كانوا يخططون له منذ قليل !! .......
آذان العشاء ارتفع في المآذان وكان هو يجلس في مكتبته الخاصة في الشركة بعد أن قضى فرضه ويخلو بنفسه ويقرأ القرآن براحة وهدوء تام مع ضوء بني خاڤت استمرت جلسته الهادئة لساعات حتى جذبه من تركيزه في ترتيل القرآن رنين الهاتف الذي كان اتصال من زوجته فتأفف بخنق وأجاب على مضض 
الو
سمع عدة كلمات منها غير مفهومة بسبب بكائها العڼيف فاعتدل جالسا فورا وقال بزعر 
براحة ياملاذ أنا مش فاهم حاجة .. في إيه بټعيطي ليه كدا !!
غمغمت من بين بكائها بصوت أوضح 
بابا تعبان أوي وأنا رايحة المستشفى دلوقتي
استقام واقفا وجذب مفاتيح سيارته وهتف على عجالة ونبرة قلقة 
مستشفى إيه 
أملت عليه اسم المستشفى فانهى معها
الاتصال واندفع مغادرا حتى يلحق بها على هناك وبعد ما يقارب النصف ساعة وصل وقاد خطواته نحو الطابق الثاني بعد أن استعلم عن اسمه في الاستقبال فأخبروه بأنه يكمن في الطابق الثاني وجدها بين ذراعين والدتها لا تتوقف عن البكاء وهي تشاركها البكاء الصامت وعندما رآه إسلام تقدم نحوه ليجده يهتف بارتعاد 
الف سلامة على عمي حامد حصل إيه 
قال إسلام بحزن ونظرات ضعيفة 
بابا عنده القلب وتعب جامد فجبناه على هنا
رتب على كتفه مغمغما بحزن مماثل له 
ربنا يشفيه يارب .. إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ظلوا لدقائق طويلة بانتظار خروج الطبيب حتى يطمأنهم على وضعه وأخيرا بعد ما يقارب الساعة خرج وأخبرهم بأنه وضعه مازال حرجا وسيتم
وضعه تحت المراقبة إلى حين تحسن حالته وانهى كلامه بتمنيه الشفاء له كما أخبرهم بأن بقائهم هنا لن يجدي بنفع ولا يجوز إلا بقاء أثنين كحد أقصى فطلبت ملاذ من والدتها الذهاب وأنها هي وشقيقها ستبقى معه ولكنها عارضتها بشدة وطلبت منها الذهاب مطمئنة إياها بأنه إذا حدث أي شيء ستتصل بها فرفضت بشدة التحرك من جانب أبيها ولكنها حين وجدت إلحاح والدتها وكذلك أخيها فذعنت لهم وخرجت تنتظر زوجها عند سيارته الذي كان يتحدث مع الطبيب في غرفته ومن ثم وقف يتحدث مع أخيها لدقائق قصيرة قبل أن يأتي ويستقل بمقعده المخصص له في السيارة .. وهي تترك العنان لدموعها في الانهمار بصمت حزنا وخشية من أن يصب أبيها مكروها .
وصلا للمنزل فأمسك هو بيدها عندما وجدها لا تتحمل السير على قدميها وقادها نحو غرفتها ثم أجلسها على الفراش فنزعت هي حجابها عنها واڼفجرت باكية بشدة ليتنهد هو بعدم حيلة وجلس بجوارها هامسا في صوت رخيم 
اهدي ياملاذ أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن احتمال كبير بكرا الصبح يفوق وحالته تتحسن بسرعة .. ادعيله ربنا يشفيه بلاش العياط ده
خرج صوتها مبحوحا ومرتعش من أثر البكاء وهي تتطلع إليه بعيناها الغارقة في الدموع 
خاېفة أوي عليه أنا مش هقدر استحمل لو حصلتله حاجة يازين
نظراتها العاجزة والمنكسرة مع دموعها هدموا السور الذي قام ببنائه بينهم فلم يتمكن من مقاومتها وأعلن هزيمته المؤقته متجاهلا الصوت الذي في عقله ويصر على تذكيره بما فعلته ويذكره بوعده لنفسه أنه سيحاول نزعها من صميم قلبه حتى يكون الطلاق سهلا عليه ولكن لا حياة لمن تنادي حيث مد كفه ووضعه على وجنتها بلطف ممررا إبهامه برفق ونظرة استقرت في عيناه كانت تظن هي أنها لن تراها مجددا منه حيث نظر لها بحنو
وحب ودفء كما كان يفعل بالضبط قبل زفافهم وهمس في خفوت جميل 
مش هيحصله حاجة بإذن الله قومي يلا اغسلي وشك وصلي ركعتين بنية الشفا لوالدك
لتصعد لشفتيها ابتسامة محبة وهي تميل برأسها على الجانب الموضوع كفه على وجنتها تستشعر دفئه أكثر ثم القت بنفسها بين ذراعيه ډافنة نفسها بين ثنايا صدره الواسع مغمضة عيناها وتعطي إشارة السقوط لدموعها بصمت دموع امتزجت ما بين الألم والحزن وبين الأمل والسعادة .
سعادة !! عجيب أمر هذا العشق هل هناك من يسعد لمجرد شعوره بأنه بدأ يعشق ويسعد كلما تداهمه مشاعر جديدة بأنه يخطو خطوة أخرى في طريق العشق الذي عزم على أنه لن يمل ولن يكل إلا حين يصبح من المصطفين الذين يختارهم العشق ! .
ارتفع صدره عندما أخذ نفسا عميقا وهبط ببطء وهو يخرجه زفيرا متمهلا من أنفه ومد يده مترددا ليمررها بسطحيه شديدة على ذراعها مغمغما في رزانة 
قومي يلا ياملاذ عشان تصلي العشاء
قالت في صوت به أثر البكاء وهي تتشبث بقميصه أكثر بعدما فهمت رغبته في الابتعاد عنها ولكنه يرفض قولها نظرا لوضعها 
صليت من بدري .. خليك

جمبي يازين ارجوك
هو من أصدر مرسوم هدم السور مؤقتا والآن يأمر
بإعادة بنائه فهذه اللحظات كانت كافية وزائدة عن اللازم لإشباع نفسه الجائعة إليها حتى لو بمجرد عناق دافىء حيث ابعدها عنه برفق وتمتم بنبرة عادت بها بعض الحزم والجفاء مع ابتسامة متكلفة 
أنا موجود في اوضتي لو عوزتي حاجة اندهي عليا
ثم استقام وانصرف تاركا إياه ټصارع الحزن وتمزق القلب بين أمواج ممېتة فلا يكفيها خۏفها وشجونها على والدها بل حتى هو يرفض التخلي عن عقابه له يرفض أن يكون معها زين العاشق ويفضل أن يكون زين الصارم الذي لا يصفح ولكنها لا تجرؤ على وصفه بالقاسې لإنه مهما يفعل ومهما يقول تظل ترى الحنان في عيناه وكأنه يقسو عليها بكلامه وعيناه تعتذر لأنه لا يستطيع تصديقها والوثوق بها ! .
وحتما سيأتي يوم ويقر ويعترف باستسلامه لقلبه الذي يتألم وتسوء حالته يوما بعد يوم بسبب الشقوق التي بينهم مثلما بدأ قلبها هي أيضا يتألم !!! .....
فتح باب المنزل ودخل ثم نزع حذائه وتلفت حوله بالمنزل باحثا عنها بنظره فسمع صوت التلفاز وقاد خطواته نحوها ليجدها تمسك بهاتفها وتقلب في صور زفافهم ودموعها تملأ وجنتيها فانتبهت هي لوجوده وأشاحت بوجهها فورا للجهة الأخرى تسرع في تجفيف دموعها .
تنهد هو بعد أن شعر
 

تم نسخ الرابط